بورتريه: “عندما قتل البنفسج”.. فاز البقالي بجائزة الإبداع!

بقلم: أرحمني محمد

d985d8b5d8b7d981d989-d8a7d984d8a8d982d8a7d984d98a“مصطفى البقالي شاعر وقاص مغربي. منتج أخبار، مراسل صحفي، ومدون فائز بجائزة الإبداع الأدبي، إحدى أهم الجوائز الأدبية في المغرب، والتي تنظمها قناة “دوزيم” لموسم 2008-2009 التي نالها عن مجموعته القصصية ’’ عندما قتل البنفسج‘‘.. بالإضافة إلى اهتمامه بمجال السمعي البصري… مجالات لا يتوانى في التنقل بينها كلها لإشباع رغبة متقدة في التعبير والتغني بالحرية، بالإبداع و العصامية.

جائزة الإبداع الأدبي تسلمها البقالي من يد الأديب المغربي الكبير محمد برادة، الأخير قال في حق المجموعة وصاحبها :” عمل يجمع بين استبطان مشاعر ذاتية، والتقاط ما يجري خارج الذات، مع الابتعاد عن المحاكاة الحرفية للواقع، بمعنى أن المجموعة تتوفر على أسلوب يكسر السرد الواقعي التقليدي، فضلا على أن في المجموعة بعض القصص القصيرة جدا والتي تكشف على القدرة على التركيز والإشارة إلى مدلولات تستحق التأمل”
ظهرت موهبة مصطفى البقالي في الكتابة في وقت مبكر جدا، حين بدأ في نشر كتاباته في المجلات المدرسية وهو لا يزال في سن الثالثة عشرة .

ينحدر البقالي من مدينة وزان من أسرة يقول هو عنها ” تعتبر العائلة البقالية واحدة من اعرق واكبر العائلات في المغرب… وقد عرف عن هذه العائلة اهتمامها بالعلم والعلماء وقيادة الحركات التحررية ضد المحتلين.. “.
دراسته للأدب والسوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط مكنته من الانفتاح على عوالم الكلمة بشتى أجناسها؛ شعر، قصة قصيرة .. ومقالات صحافية أيضا، فسليل عائلة “أولاد البقال” يعمل منتجا للأخبار بمكتب البي بي سي بالرباط. ” أحب ممارسة طقوس الكتابة في محراب الفكر.. أحب أيضا اللعب بما تخطه أصابعي على أوتار الكلمات العميقة في معناها” يقول البقالي.

جرأته وتحرره جعلا منه مبدعا يسبح ضد التيار السائد ودائم السعي إلى “تهديم الأكليشيهات”. مصطفى البقالي يعتبر نفسه في ” بحث دؤوب عن المطلق في أساليب التعبير..” بغض النظر عن ما إذا كانت قصة، شعر .. و حتى أفلام فيديو قصيرة فصاحب مدونة (مسألة مبدأ) احتل المرتبة الثالثة عالميا كمدون فيديو في مسابقة “البوبز” العالمية لسنة 2008 .

في اليوم الأخير من شهر دجنبر يحتفل مصطفى البقالي ابن “العائلة العريقة المنحدرة من الدوحة العلوية والتي استقرت بالمغرب بعد أن نزحت من الحجاز” بعيد ميلاده. وفي أخر احتفال له بالمناسبة أطفأ شمعته الثالثة و العشرين. أديبنا لا يزال في أوج مرحلة الشباب التي تتسم بحماس في العطاء وتوق إلى المزيد من الانجازات في عالم الأقصوصة.

” بإمكان أحلامنا أن تكون بريئة ونبيلة أو منحطة و خسيسة.. لكنها ستظل دائما مشروعة” يكتب البقالي في أحد النصوص على الشبكة العنكبوتية. وكأنه يريد القول أن حرية التفكير والإحساس و تفاعل الفرد مع محيطه هي عنصر أساسي في سيرورة الإبداع، وإلا ستصبح عملية الإبداع محض استنساخ كربوني باهت للواقع ولما هو “سياسيا صحيح”. تقاليد تقيد الإبداع وترمي به في غياهب التفكير الضيق والمحدود. الأديب الشاب لا يتردد في وصف المدينة حيث رأى النور بأنها ” الخشبة و الفضاء حيث تتعايش شخصيات قصصي.. وزان هي قصيدتي”

خلف الكاميرا أو منكبا على صفحة بيضاء، يقضي مصطفى البقالي وقتا طويلا في البحث عن ما يلهمه قصائد وأشعار. يعيش حياته في ازدواجية غريبة، من جهة غوصه في عوالم الأدب الحالمة، ومن جهة أخرى ما يقتضيه العمل الصحفي من موضوعية في نقل الأخبار من دون تنميق ولا زخرفة. كاتبنا لا يرى في هذه الازدواجية تناقضا فهي ” تسمح لي بأن أكون أديبا وأيضا تمكنني من الغوص في المعيش اليومي و الواقع الذي يحيط بي…”
بعد أن قتل مصطفى البقالي البنفسج، ينكب حاليا على عمل أدبي قد يرشحه لسرقة الأضواء من جديد. العمل الأدبي عبارة عن ديوان شعري يحمل عنوان” سأسرق الهيكل العظمي لظلي!!”

n558010985_1537912_8113

n558010985_879446_9763


camera_el-bakkali

اقرأ أيضاً

مصطفى البقالي الشاعر والصحفي

مصطفى البقالي

Mustapha El BAKKALI

شاعر وإعلامي مغربي مقيم في واشنطن
مختارات
كتابي الأخير